الزواج في الإسلام عقد ديني تترتب عليه حقوق وواجبات، وله أهمية كبرى في رفاهية الإنسان لما يحويه من نقاء وصفاء، وبالرغم من صفة القداسة لعقد الزواج فقد رأى الشرع الإسلامي في ظروف استثنائية ضرورة ترك الباب مفتوحاً مبيحاً للطلاق واعتباره ضرورة اجتماعية وإن كان أبغض الحلال إلى الله، ووضع شروطاً وقيوداً يجب على الطرفين الالتزام بها؛ حيث إن الطلاق ليس من الظواهر الاجتماعية المحبذة في الدين الإسلامي، وهو ممنوع عند بعض الكنائس المسيحية كالطائفة الكاثوليكية. ولكن في بعض الأحيان يسمح بالطلاق في حالة الخيانة الزوجية عند بعض المذاهب المسيحية الأخرى، ولكن الطلاق وإن كانت هناك معارضة اجتماعية ودينية له فهو انعكاس لطبيعة العلاقات الزوجية التي لا يمكن أن يكتب لها الوفاق، أي أن الطلاق قد يكون المخرج الوحيد لزواج فشل وتحطم وعلاقة فقدت الأمل في الاستمرار والتوفيق، أي أنه يجب النظر إلى الطلاق على أنه ظاهرة اجتماعية مرافقة للزواج والأسرة في بعض الأحيان.
صحيح أن الزواج وجد بين الزوجين على أساس الاستمرار في الحياة بينهما، فاستمرارية العلاقة الزوجية هي الأفضل لطبيعة الإنسان والأوفق لحياة العائلة والأولى بأفراد الأسرة، فالعلاقة الودية بين الزوجين من جهة وتدبير أمور حياتهما ومحبة الأقارب لهما من جهة أخرى، كل هذا يساعد على أن يكون الزواج عقداً مستمراً. فالطلاق يصبح في بعض الأحيان ضرورة اجتماعية ولكن ينبغي أن يوضع تحت شروط وقواعد حيث لا يكون للعاطفة أثراً فيه، فيجب حتماً أن لا يقع الطلاق إلا بعد التروي والتفكير، وهذا يعني عدم وقوع الطلاق بين الزوجين إلا في حالة تعذر العيش واستحالته بينهما، نتيجة لوجود مشاكل مستعصية ولا يوجد وسيلة لحلها إلا الانفصال، ولان العلاقة الزوجية إذا استحالت تحولت حياة الأسرة إلى جحيم لا يطاق وينعكس هذا على الزوجة والأطفال وما يتبع ذلك من تشتت للعائلة وتشرد الأطفال وضياع الأسرة.
الطلاق ليس سهلاً على المرأة وقد يؤدي إلى حرمانها من أطفالها وحقها في العيش بحرية في ظل أسرة سعيدة وكذلك قد يؤدي إلى انحلال الأسر وتفككها. وقد يعترض الأهل على فكرة الطلاق ولكن على الرغم من ذلك فقد يتم الطلاق، وتكون معارضة الأهل نابعة من العادات والتقاليد ونظرة المجتمع وتأثير ذلك على بقية فتيات العائلة، ويكون الحرص على سمعة الفتاة وعائلتها أكثر من الحرص على حياة المطلقة الخاصة وراحتها واستقرارها وطمأنينتها والقلق على مستقبل بناتهن بعد الطلاق، ومن نظرة الناس والمجتمع لهن.
ولقد أباحت جميع الأمم المتحضرة للمرأة لأن تطلب الطلاق إذا ساءت معاملة زوجها لها واستحالت الحياة بينهما وكرهته، لذلك جاءت ضرورة الطلاق بينهما ولكن استخدام هذه الضرورة لمجرد الإساءة للرجل أو المرأة لا يعتبر عملاً صحياً نفسياً واجتماعياً حيث تهدر إنسانية المرأة. وبما أن الطلاق بيد الرجل فلا تحصل عليه المرأة إلا بعد مشقة وعناء وفي ظروف أخرى تحصل عليه بعد التنازل عن كامل حقوقها الزوجية. والطلاق أحياناً يكون مستحيلاً بالنسبة للمرأة، وقد لا يطلق الزوج تجبراً واستغلالاً لحق قانوني جائز، وقد يطلب زوجته في بيت الطاعة.
إذن الطلاق والزواج قضيتان ضروريتان اجتماعيا، يتصلان يبعضهما اتصالا وثيقاً، ولا يمكن الانتقاص من أهميتهما، وضرورة كشف النقاب عنهما حتى نتمكن من التعرف على المشاكل الاجتماعية الناجمة عنهما. فالطلاق من الممكن أن يصبح مشكلة اجتماعية تعاني منها المرأة بالدرجة الأولى وما لا شك فيه أن مشاكل المرأة متعددة ومختلفة وتختلف باختلاف طبقتها الاجتماعية، وتزيد المشاكل فيها جميع النساء وهي مأساة الزواج والطلاق، حيث لا يحق للمرأة أن تتخذ قرار الزواج لوحدها، بل يتم بناء على رغبة العائلة وكذلك الطلاق فهناك مشاكل تواجه المرأة عند تعرضها للطلاق.
منقول للفائده